Page 54 - web

‫ضيف العدد‬

‫من اتخاذ قرارات صائبة ومدروسة تصب في سياق‬ ‫الأمنية بالدول العربية‪ ،‬للاستفادة من التجارب‬ ‫المكسب الجديد للتجربة‬
‫الحد من الإجرام العام والمنظم والعابر للحدود‪،‬‬ ‫والممارسات الفضلى العربية والدولية في مجالات‬ ‫الأمنية المغربية تبؤوها‬
‫الشيء الذي انعكس إيجاباً على أمن المواطن‬ ‫الحد من الإجرام‪ ،‬من جهة‪ ،‬وإعداد الأبحاث‬
‫العربي‪ ،‬ناهيك عن تبادل التجارب والممارسات‬ ‫والدراسات التحليلية المتعلقة بها‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫مرك ًزا في تشكيلة المجلس‬
‫الفضلى للحد من الجريمة بمختلف تجلياتها في‬ ‫تسعى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬ ‫الأعلى لجامعة نايف‬
‫من خلال إستراتيجيتها (‪ )2023-2019‬إلى أن تصبح‬
‫الوطن العربي‪.‬‬ ‫المؤسسة الأولى في إعداد القادة والخبراء العرب‬ ‫العربية ممثاًًل في شخص‬
‫تبذل أجهزة الأمن العربية ومؤسسات‬ ‫في المجالات الأمنية‪ ،‬ما تطلعاتكم في المؤسسات‬ ‫السيد عبد اللطيف حموشي‬
‫المجتمع المدني جهوداً متصلة لمكافحة الإرهاب‬ ‫الأمنية المغربية للاستفادة من هذا التوجه في ظل‬ ‫المدير العام للأمن الوطني‬
‫الفكري عبر توعية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار‬
‫الشراكة بين الجانبين؟‬ ‫الدولي‪ ،‬فضلاً عن إعداد دراسات إستراتيجية‬
‫المتطرفة‪ ،‬ما أبرز جهودكم في هذا المجال؟‬ ‫على اعتبار الأهمية التي تشغلها جامعة نايف‬ ‫استباقية‪ ،‬انطلاقاً من التجارب التي عاشتها الدول‬
‫بالفعل أضحى التطرف‪ ،‬مصطلحاً متداولاً‬ ‫العربية للعلوم الأمنية كجهاز علمي لمجلس‬ ‫الأعضاء وإنشاء قواعد بيانات مبنية على أسس‬
‫بكثرة في وقتنا الحاضر باعتباره أحد الأسباب‬ ‫وزراء الداخلية العرب‪ ،‬من خلال مجلسها الأعلى‬
‫الرئيسة المؤدية لانتشار النزاعات والحروب بين‬ ‫الذي يعتبر أعلى سلطة تقريرية‪ ،‬فهو بذلك يرسم‬ ‫علمية لتحليل المعطيات ذات الصلة‪.‬‬
‫الأفراد وأسبابه ربما تكون نفسية‪ ،‬واجتماعية‪،‬‬ ‫السياسة العامة للجامعة ولمختلف الكليات‬ ‫أقر المجلس الأعلى للجامعة هذا العام إنشاء‬
‫واقتصادية‪ ،‬أو دينية والمقاربة الأمنية بالمغرب في‬ ‫والمعاهد العليا التابعة لها‪ ،‬ويتولى كذلك الإشراف‬ ‫مركز الخبرة الإقليمي لسياسات وإستراتيجيات‬
‫مجال مكافحة التطرف تنبني على مجموعة أسس‬ ‫على شؤونها العلمية والإدارية والمالية‪ ،‬علاوة‬ ‫مكافحة المخدرات والجريمة بالشراكة مع مكتب‬
‫على اتخاذ القرارات التي تكفل التحقيق الأمثل‬ ‫الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة‬
‫أ همها ‪:‬‬ ‫لأهدافها الدراسية والعلمية‪ ،‬فإننا نطمح إلى تكثيف‬ ‫والمركز العربي للتعاون الفني في إدارة الهجرة‬
‫ القيام ببرامج تحسيسية للتعريف بأسباب‬ ‫الدورات التدريبية التي يستفيد منها الأطر الأمنية‬ ‫والحدود بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة‪،‬‬
‫الإرهاب وأخطاره عبر عدة مؤسسات وطنية‬ ‫وكذا الاطلاع على مختلف الدراسات التي قامت بها‬ ‫كيف تنظرون إلى هذه المبادرة؟ وما يمكن أن تقدمه‬
‫الجامعة بشراكة مع باقي المتدخلين الدوليين في‬ ‫لدعم الجهود الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة‬
‫و إ علا مية ‪.‬‬
‫ محاربة الفقر والهشاشة‪.‬‬ ‫المجال الأمني لكي تعم الفائدة‪.‬‬ ‫العابرة للحدود والإرهاب؟‬
‫ إصلاح الحقل الديني على أساس نشر مبادئ‬ ‫ولعل المكسب الجديد للتجربة الأمنية‬ ‫إنها بالفعل مبادرة محمودة على اعتبار أن الدول‬
‫الإسلام المتسامح البعيد عن التطرف والغلو؛‬ ‫المغربية‪ ،‬وللنموذج الوطني في مجال تدبير الشأن‬ ‫العربية تزخر بالكفاءات والخبرات والتي من اللازم‬
‫ تكثيف البرامج التوعوية بمساهمة مؤسسات‬ ‫الأمني‪ ،‬هو دون شك الانطواء تحت لواء الجامعة‬ ‫استغلال طاقاتها وإدماجها ضمن هذا المركز حتى‬
‫وتبوؤ المغرب مركز عضو جد متقدم‪ ،‬في تشكيلة‬ ‫تتمكن الدول العربية من إيجاد سياسة موحدة‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬ ‫مجلسها الأعلى‪ ،‬في شخص السيد عبد اللطيف‬ ‫لمكافحة الجريمة‪ ،‬وأيضاً ليظهر على الصعيد الدولي‬
‫ تطوير المناهج الدراسية قصد تحصين الشباب‬ ‫حموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة‬ ‫الدور الف َّعال الذي تؤديه الدول العربية في مجال‬
‫التراب الوطني‪ .‬مما سيسمح مستقبلاً بتعزيز تبادل‬ ‫محاربة الجريمة بشتى أنواعها والعابرة للحدود‬
‫والجيل الناشئ ضد كل فكر هدام‪.‬‬ ‫الخبرات بين الدول الأعضاء‪ ،‬علاوة على اتخاذ‬ ‫والإرهاب على وجه الخصوص‪ .‬كما سينعكس ذلك‬
‫ دور الرابطة المحمدية للعلماء في تفكيك خطاب‬ ‫القرارات التي تروم تكريس الأهداف المشتركة في‬ ‫على برامج الجامعة وأنشطتها العربية‪ ،‬من حيث‬
‫إرساء دعائم التعاون العربي المشترك وأسس‬
‫التطرف‪.‬‬ ‫شقيها العلمي التطبيقي بين الجانبين‪.‬‬ ‫مكافحة الإجرام المنظم والعابر للحدود بما فيه‬
‫أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة إعلام‬ ‫جامعة نايف تعد من أبرز المؤسسات‬ ‫الإرهاب والاستفادة من الإمكانات المتوافرة لدى هذا‬
‫بديل متاح أمام الجميع؛ مما أدى إلى إتاحة الفرصة‬ ‫العربية في مجال مكافحة الجريمة والوقاية منها‬ ‫المكتب الأممي‪ .‬كما أتطلع من جامعتكم الموقرة‬
‫لانتشار الشائعات ونشر الأفكار التخريبية والإجرامية‪،‬‬ ‫إقليمياً ودولياً‪ ،‬ولديها العديد من مذكرات التفاهم‬ ‫الإسهام في إنشاء جامعات إقليمية تعنى بالشؤون‬
‫واتفاقيات التعاون مع المنظمات والمؤسسات‬
‫كيف تواجه الأجهزة الأمنية العربية ذلك؟‬ ‫الدولية ذات العلاقة‪ .‬فكيف ترون انعكاس ذلك على‬
‫لوسائل التواصل الاجتماعي كما هو معلوم‬
‫دورها في إيصال الأفكار والمبادئ‪ ،‬وإذا لم يتم‬ ‫الأمن العربي؟‬
‫مراقبتها ومواجهة كل ما هو خارج عن نطاق الفكر‬ ‫كما سبق الإشارة إلى ذلك وباعتبار الدور الذي‬
‫السليم الخالي‪ ،‬من كل ما هو هدام ومتطرف‪ ،‬فإن‬ ‫تقوم به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كجهاز‬
‫ذلك سيؤدي حت ًما إلى انتشار العنف المجتمعي‬ ‫علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب‪ ،‬فإنه كان من‬
‫والدولي‪ ،‬وفي هذا الإطار تم القيام بمجموعة‬ ‫الضروري عقد اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع‬
‫باقي المؤسسات المعنية بالأمن عبر العالم بهدف‬
‫إجراءات تتمثل في‪:‬‬ ‫تمكين المسؤولين الأمنيين بجميع الدول العربية‬
‫ تكثيف المراقبة عبر الإنترنت ومنصات التواصل‬
‫الإجتماعي حول مروجي الفكر المتطرف‪ ،‬وكذا‬
‫مصادر التمويل وعمليات تبييض الأموال لفائدة‬
‫الجماعات المتطرفة‪ ،‬وكذا للتبرعات الفردية‬

‫والخيرية‪.‬‬

‫‪52‬‬